تحليل | مغامرة جلال وأزمة مستمرة في فوز الأهلي على المصري
فوز هام حققه النادي الأهلي على ضيفه المصري في اللقاء المؤجل من الجولة التاسعة عشر من الدوري المصري، ليعود الشياطين الحُمر للمركز الثاني خلف بيراميدز مع أفضلية مباراتين متبقيتين للأهلي.
انتصار الأهلي رفع رصيده لـ61 نقطة في المركز الثاني كما أشرنا، بينما تجمد رصيد المصري عند 46 نقطة في المركز الرابع، ونستعرض معكم في هذا التقرير أبرز ملامح اللقاء.
تشكيل الفريقين
الأهلي بدأ بشكله التكتيكي المعتاد (4-2-3-1)، لعب بـ علي لطفي كحارس مرمى، أمامه رباعي الدفاع باسم علي وياسر إبراهيم وأيمن أشرف وعلي معلول، وفي وسط الملعب الثنائي حمدي فتحي وأحمد فتحي يتقدمهم صانع الألعاب صالح جمعة، وعلى جانبي الملعب جيرالدو وأجايي ثم وليد أزارو كمهاجم وحيد.
بينما المصري بدأ بنفس الشكل التكتيكي (4-2-3-1)، مسعود في حراسة المرمى يتقدمه الرباعي الدفاعي العراقي وأبو سليمة ومحمود حمد وعمر كمال، ثم ثنائي وسط الملعب فريد شوقي وإيزي إيميكا، أمامهما محمد جابر وسعيدو سيمبوري وإسلام عيسى، وأخيرًا مهاجم صريح أوستن أموتو.
ضغط متقدم ومحاولة إيجاد ثغرة
منذ الدقيقة الأولى للمباراة اعتمد لاعبو المصري على الضغط المتقدم على لاعبي الأهلي في وسط ملعبهم، وهو ما نجح في تعطيل هجمات الفريق الأحمر، حيث اضطر مدافعي الأهلي للعب كرات طولية كانت دائمًا من نصيب المصري.
وفي نفس الوقت حاولت كتيبة إيهاب جلال استغلال تواجد باسم علي العائد من الإصابة، فكانت قراراته واضحة بتقدم الظهير عمر كمال لمساندة إسلام عيسى ضد باسم علي ومحاولة السيطرة على الجبهة اليمنى للأهلي.
المصري يدفع الثمن
لا مشكلة أن تضغط على الأهلي في وسط ملعبه، ستستطيع أن تمنعه من بناء هجماته بالفعل، ولكن احذر من الهجمات المرتدة وهذا ما غفل عنه إيهاب جلال.
لاعبو المصري استمروا في التواجد في وسط ملعب الأهلي بشكل كبير، وتاركين مواقعهم الدفاعية وهو ما نتج عنه الهدف الأول للفريق الأحمر الذي أسقط خطة إيهاب جلال، وفي نفس الوقت عانى المصري من سوء ارتداد لاعبيه للمناطق الدفاعية.
مغامرة جلال
تبديل مبكر أجراه إيهاب جلال لمحاولة السيطرة على الموقف وإعادة المصري للقاء، حيث قام بإشراك المهاجم محمود وادي بدلًا من المدافع إسلام أبو سليمة في الدقيقة 33.
كريم العراقي لعب كمدافع بجانب حمد، بينما لعب إيزي إيميكا كظهير أيمن، وعاد سيمبوري ليأخذ مكان إيميكا في وسط الملعب، ليلعب بخطة (4-4-2) في حالة الدفاع.بينما في حالة الهجوم ينضم الظهير الأيسر عمر كمال (26) كجناح، ويدخل إسلام عيسى (7) لوسط الملعب المهاجم لزيادة الكثافة الهجومية للأخضر، ليلعب بثلاثة مدافعين فقط.
ولكن انضمام إسلام عيسى لوسط الملعب أفقده ميزته في اللعب على الأطراف ليهبط مستوى اللاعب خصوصًا في وجود وسط ملعب نشيط كحمدي فتحي، كما حال التنظيم الدفاعي الأهلاوي دون تمثيل أي خطورة على الأحمر.
تغييرات متأخرة
كعادة مارتن لاسارتي تأخرت تغييرات الأحمر خلال اللقاء رغم وجود خلل واضح ف الشق الهجومي مع انخفاض مستوى جيرالدو وجونيور أجايي، ولكن التبديل الأول للمدرب الأوروجوياني كان في الدقيقة 67.
لاسارتي كان من الممكن أن يستغل خطة إيهاب جلال المتهورة ويدفع بجناح سريع كالشحات يستغل تقدم عمر كمال وخاصة في ظل سوء مستوى جيرالدو.
الأزمة مستمرة
استمر مسلسل إهدار الفرص السهلة الذي يعاني منه لاعبو الأهلي منذ عدة أعوام، والذي كان سببًا رئيسيًا في خسارة لقبي دوري أبطال أفريقيا عامي 2017 و2018.
إهدار الفرص السهلة لم يصبح حكرًا على لاعب واحد، بل امتد ليشمل غالبية لاعبي هجوم الشياطين الحُمر، ففي مباراة اليوم أهدر وليد أزارو فرصة سهلة للغاية للتسجيل وكذلك جونيور أجايي بالإضافة لانفراد صلاح محسن.
حل هذه الأزمة وزيادة الفاعلية الهجومية ستمثل خطوة كبيرة للأهلي نحو استعادة مستواه الطبيعي، فلن يتكرر هذا العدد من الفرص في كل المباريات.
رجل المباراة
مجهود بدني كبير ورؤية جيدة للملعب وإجادة للكرات العالية، هذا هو حمدي فتحي أفضل صفقة للأهلي في الشتاء الماضي الذي يستحق عن جدارة أن يكون رجل المباراة.